أحب عائلتي المكونة من طفلين وهي عائلة جميلة متآلفة تعيش باتزان ، كل شيء سار على ما يرام إلى أن حملت وأنجبت طفلي الثالث، كنت أتوقع أن الغيرة ستقع بين الأخ الأصغر ذو الخمس سنوات والمولود الجديد، لكن ما كنت اعرف شكل التعبير عن هذه الغيرة وبالتالي كنت انتظر ردات الفعل كون كل طفل له طريقة في التعبير عن غيرته، لكي أستطيع التعامل معه. كان يحاول إخفاء غيرته ولكنها كانت تظهر من خلال سلوكه، فكان يقوم بدور الممثل نحو أخيه المولود الجديد الذي يأخذ في ضمه وتقبيله ولكنه في حقيقة الأمر يود ضربه أو قرصه. وكان يتعمد إلى جذب الأنظار وزياد الاهتمام به، فيتظاهر بألم في البطن وأحيانا بالبكاء بصوت عالي، بالإضافة إلى تراجع واضح بالمدرسة حيث رفض الكتابة والحفظ وكانت كلمته المبررة لذلك ( نسيت ) وهذا كان مؤشر على أن التراجع نفسي وليس ذهني .
وما كان علي إلا تعديل هذا السلوك من خلال إنشاء جو من الصداقة بيني وبينه والاستماع بهدوء لأي مشكلة عنده وعدم الاستخفاف بشكوى الابن، وزيادة الحنان والاهتمام به، وتخصيص وقت لقراءة القصص وممارسة الهوايات، وكنت أطلب منه أحيانا مساعدتي بالعناية بأخته في أمور هي بحدود طاقته وأثن عليه وأجعله يشعر بالمسؤولية، مع مراقبته عن بعد دون أن يشعر .
وبعودتنا للكتاب المقدس نرى قصة غيرة إخوة يوسف من أكبر مثل على ذلك، هذه الغيرة ناتجة عن زيادة حب أبوه يعقوب له، وهذا كان دافعاً قوياً لإخوته في التفكير لقتله والتخلص منه، فالغيرة مشكلة لا يُستهان بها.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
كيف تسيطر على غضب طفل تعرض لصدمة؟
حياة عائلية أفضل – ثلاثة أشياء يمكنك تطبيقها اليوم!
موضوع في غاية الاهمية الغيرة بين الاخ والمولود الجديد وعدم اهماله ومعالجته بحكمة لكي لا نجلب الاذى للاثنين وقد اوفت الموضوع حقه بان اعطت الكبير المزيد من الاهتمام واخذته الى اللعب مع من هم في عمره واشركته في عنايته بالمولود وحبه له كان ذكرها لقصة يوسف في الكتاب المقدس اخذنا الى الروحانيات والاهتمام بكتاب الحياة الكتاب المقدس كل الشكر للسيدة لارا حداد ولختيارها المواضيع الحساسة ولوعيها لمعالجتها استنادا للكتاب المقدس والى المزيد من التوعية والحرص على ثبات العائلة المقدسة