منذ عدّة سنوات حللت ضيفاً على أحد الأجانب الذي كان يسكن مع عائلته وأبنائه في إحدى البلدان العربية، وقد حظيت بفرصة لمشاهدة فيلم معهم. كان الفيلم جميلاً لكن تخلله بعض العبارات والكلمات السيئة التي لم تفوت على الأب أن يعنونها بـ “كلمات سيئة” ومن ثم يتبعها بجملة “لا ينبغي ان نردّدها”. ظل الأب يردد وبصوت عالٍ هذه الجمل في كل مرة كنا نسمع فيها كلمة سيئة في الفيلم. الحمدلله أن الكلمات السيئة ومعظمها من الشتائم كانت قليلة وإلا خسرنا متعة متابعة ذلك الفبلم الشيق.
تذكّرت هذا عندما كنت مع ابني نشاهد فيلماً للاطفال، الأمر الجميل في هذا الفيلم أنه كان يخلو من كل الكلمات السيئة، الحقيقة أنه لم يصدر من أي من شخصياته أي شتيمة أو كلمة نابية. ربما السبب في ذلك أنه فيلم أبطاله من الحيوانات وكل أحداثه تدور في الغابة، الحيوانات كانت مؤدّبة وكلماتها لائقة، لكن تصرفات البعض منها كان سيئاً، بل وقاتلاً، وهنا كانت الفرصة لأعلّم ابني شيئاً أعتقد أنه كان مناسباً له، وفي الوقت نفسه أتعلّم أنا منه شيئاً قد يفيدني في كيفية التعامل معه.
كانت الحيوانات في هذا الفيلم تتكلم الإنجليزية، وهذا ساعدنا لنفهم قصة الفيلم. ولكي أعرف إن كان ابني قادراً على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي، سألته :”ما الشيء الخيالي فيما تراه؟” وعلى الفور أجاب: “الحيوانات لا تتكلم نفس اللغة التي نتكلمها.” مشهد آخر في الفيلم جعلني أطرح نفس السؤال تقريباً.
كان المشهد عندما حاولت أفعى استدراج فتى صغير بكلامها الناعم الحلو ليثق بها، في بداية المشهد لم نكن نعلم قصدها الحقيقي، هل تخاطبه بهذا الكلام لأنها تحبه أم كانت تسعى لالتهامه. انتهى المشهد في الفيلم بدب ينقذ الفتى الصغير من براثم تلك الأفعى الشريرة التي كانت بالحقيقة تريد افتراسه.
صحيح أن هذا الفيلم الذي كنا نشاهده كان فيلمًا خياليًا، لكننا اعتبرناه فرصة لا للمتعة فقط ولكن لتعلّم درسًا حقيقيًا للحياة.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings