واحدة من بناتنا الثلاث تترك آثاراً لوجودها في كل مكان، فعندما تدخل أي غرفة في البيت يمكنك أن تعرف إن كانت قد دخلتها أم لا. ففي الحمام ستجد انبوب معجون الأسنان مفتوحاً وفرشاة أسنانها على المغسلة، وفي المطبخ ستجد علبة الحليب خارج الثلاجة وخمّنوا ماذا أيضاً؟ بدون غطاء. غرفة النوم: الملابس مبعثرة في كل مكان! غرفة المعيشة: سترتها ملقاة على الكنبة.
قال أحدهم في إحدى المرات أن تربية الأطفال تشبه قول ذات الشيء ألف مرة على الأقل، وهناك بعض الأشياء التي قلتها لها عشرة آلاف مرة على الأقل، كما حاولت العديد من الطرق: أخذ صور للمشهد في العديد من الغرف وإرسالها لها عبر تطبيق الواتساب، ممارسة منهج “الغضب”، حتى أنني ذهبت إلى جلسة علاجية للتعبير عن إحباطي …. حسناً، لقد تماديت في النقطة الأخيرة لكنني كدت أن أكون بحاجة لذلك. لم ينجح شيء من هذا واستمرت هي بنسيان الأشياء.
إدراكي لاستحالة تغييرها لكن ضرورة الحاجة لتغيير الجو المشحون الذي نشأ قررت أن أجرب استراتيجية أخرى: أحتاج أن أتغير. وهكذا فعلت. هذه هي الأمور التي نجحت معي لغاية الآن بالرغم من ضرورة الاعتراف بأنني لا زلت في مرحلة التعلم.
1. مدحها
حاولت التركيز على الأمور التي أنجزتها بدلاً من الأمور التي غفلت عنها. علي أن أعترف أن هذا لم يكن من أسهل الأمور التي قمت بها لكن مع بعض التصميم تمكنت من إيجاد أمور أمدحها بسببها. قد لا تكون قد أعادت غطاء معجون الأسنان لكنها أعادت المنشفة إلى مكانها الصحيح. قد لا تكون قد وضعت كل ملابسها في سلة الغسيل لكنها وضعت الجوارب. “شكراً لوضع الجوارب في سلة الغسيل عزيزتي، أنت فعلاً تساعدين الماما بفعل ذلك”، “أقدِّر أنك حملتِ حقيبتك المدرسية معك إلى غرفتك”.
2. تذكيرها مع شرح السبب
الأمر الثاني الذي حاولت إضافته لهذه الملاحظات كانت عبارة تذكير “إن غادرتِ هذه الحجرة فهل ترغبين بوضع حذائك في الممر؟ لا نريد أن يتعثر أخوكِ بها. شكراً عزيزتي.”، “عندما تصعدين لغسل أسنانك هل يمكنك إغلاق الأنبوب عزيزتي وإلا فإنه سيجف! هذا سيكون أمراً مفيداً جداً.”
3. استخدام المزاح
عملت على إيجاد وسيلة تجعلها تبتسم لتتذكر الأشياء. مرّت مؤخراً بفترة كانت تنسى فيها أخذ وجبة غدائها معها إلى المدرسة بشكل متكرر ولم تنجح محاولاتي لتذكيرها، لذا قلت لها أنني اشتريت فستاناً زهري اللون وأنني سأرتديه في المرة المقبلة التي تنسى فيها طعامها وسأذهب إلى غرفة صفها وسأقول للجميع أنني أبوها وأنني جئت إلى هنا لأنها تنسى غداءها باستمرار … حسناً! ربما لم تقدّر روح الدعابة في هذه الحالة لكن حقيقة أنها أصبحت تأخذ غداءها بشكل يومي الآن ولم تنسه ولا مرة واحدة منذ أن أطلقت “تهديدي”.
عندما أفكر بهذا الموقف أتذكر العديد من المرات التي فشلت فيها سواء في الحياة اليومية أو حياتي الروحية. معرفتي بوجود أب سماوي يهتم بي ويظهر لي رحمته ونعمته مرة تلو الأخرى وهو لا يسمح بوجود التوتر بيننا ويشجعني على اتباع هذا النهج في تربيتي لأبنائي فإن الأمر يستحق كل هذا الجهد: أدفع حياتي من شدة محبتي لهذه الفتاة.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
ثلاث طرق لمساعدة ابنتك أن تشعر بالثقة بمظهرها
GIPHY App Key not set. Please check settings