نعيش في عالم من الصور الذاتية(Selfie)وبيوتنا جزء من هذا العالم. بالطبع هذا الأمر ليس جديداً، فيمكنك أن تجادل بطريقة ما أن الرسامين المشهورين الذين أنتجوا رسومات لأنفسهم أنشأوا الصور الذاتية أيضاً بالرغم من أن الأمر تطلبهم مدة أطول على ما أظن. عدد المرات التي يصنع فيها أبناؤنا صورة لأنفسهم مذهل. ما الذي يقوله هذا؟ كيف تتعامل مع هذه النزعة في بيتك؟

 مقدرين ومنتمين

أعتقد أن كل إنسان لديه رغبة عميقة في داخله للشعور بالتقدير وللحب وللانتماء. الصور الذاتية مرتبطة بذلك برأيي وأبنائي ليسوا استثناءً. أحياناً يلتقطون 27 صورة مختلفة قبل أن يجدوا واحدة تعجبهم ويرغبون بمشاركتها عبر برنامج الانستجرام أو السنابشات. إن بدأ أصدقاؤهم بوضع “القلوب” لتلك الصور فإن ما يقولونه فعلاً: أنت تنتمي، ولك قيمة وأنت محبوب.

 وسائل الإعلام

ألاحظ أن الفتيات خصوصاً يركزن على ذلك في بيتنا واخترنا ألا نمنعهن من فعل ذلك على أن يحاولن الفهم أولاً. لذا نتحدث معهن عن الأمر بانتظام. المحادثات لا تكون سهلة دائماً لأكون صادقة. ليس سهلة لأنها تجعلهن يشعرن للوهلة الأولى بأننا نراقبهن ولا نثق فيهن لكن عندما أشرح لهن أننا ننظر للأمر على أنه واجبنا أن نثقفهن بخصوص وسائل الإعلام وأن ننشئهن لمواجهة الحياة وأن هذا جزء من حياتهن أيضاً فإن المحادثات تصبح مثمرة.

  عاصفة الصور الذاتية

أساساً هناك ثلاث طرق أحاول من خلالها كوالدة التحكم بعاصفة الصور الذاتية هذه.

1. أريد أن أكون المصدر الرئيسي الذي يتعلم منه أبنائي أنهم مقدرون ومحبوبون ويعرفون إلى من ينتمون. قال أحدهم ذات مرة أن الحب فعل يعني في الحقيقة: عليك أن تعمل للحصول عليه. كأب أريد أن أبحث بنشاط عن طرق تظهر لأبنائي أنني أقدرهم وشخصياتهم وشخصهم وهويتهم وكيفية خلق الله لهم. أريد أن أخبرهم أنني أحبهم وأنهم ينتمون إلى عائلتنا جزء من عشيرتنا وربما أعمق من ذلك: إنهم ينتمون إلى أبيهم السماوي.

2. أريد أن أستمر بفهم ما الذي يهمهم ولماذا، أحاول أن أعيش بحسب المبدأ: اسعى أولاً لأن تَفهم قبل أن تُفهم. لذا قبل أن أقول لهم لمَ أعتقد أن عليهم أن يكونوا حذرين في مشاركة صورهم عبر الانترنت وأطلب منهم أن يفهموا الجانب السلبي لما يحدث عبر الانترنت خاصة مع المتحرشين على سبيل المثال أريد أن أسمع جانبهم من الرواية وخبراتهم. المتحرشين هم بالغون يتظاهرون بأنهم مراهقين صغار لإغواء الفتيات (غالباً) الصغيرات عبر الانترنت.

3. أحاول أن أجعل أبنائي واعين للوقت الذي يقضونه مع هواتفهم. يبدو أن لديهم دائماً منظوراً مختلفاً عن منظوري حول ذلك: “أعتقد أنك أمضيت ما يزيد عن الساعة في التحديق في تلك الشاشة يا آنستي!” “كلا يا أبي، لم تمضِ سوى خمس دقائق أو ربما عشرة!”

بعد بعض المحادثات الحادة اتفقنا على تحميل تطبيق للمراقبة على هواتفهم. هذا التطبيق الزمني (أيضاً يُدعى سكرين تايمر “المؤقت الزمني للشاشة” يمكنك أن تجده في قائمة البرامج) يساعد على متابعة الوقت الذي يمضونه يوماً بعد يوماً على مختلف التطبيقات (وليس المحتوى الذي يشاركون به).

لذا أنا لا أستخدم نظام تحكم لكنني أستخدمه للبدء بالنقاش خاصة عندما نلاحظ أنهم يقضون وقتاً طويلاً على تطبيق معين. في هذه الحالة نحاول تطبيق النقطة الثانية وأن نفهم لماذا. لأنهم يدركون أيضاً أن سلطة الصور الذاتية يمكنها أن تتحول إلى إدمان. الحصول على مساعدة من شيء فوق قدرتهم (هذا التطبيق) يمكنه أن يوجههم إلى هذه المرحلة الصعبة أحياناً ويمنع الجدال مع أبيهم بما أنه (التطبيق) حيادي.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

لماذا تتكلم الفتيات كثيراً

ثلاث علامات للقلق عند المراهقين

What do you think?

Written by mark

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

ثلاث طرق لمساعدة ابنتك أن تشعر بالثقة بمظهرها

نسيج وطن