بعد أن انتقل ابني إلى صف جديد ومع طلبة جدد بسبب تحوّله من النظام الوطني إلى النظام الأجنبي، واجه تحدّيًا في البداية للتأقلم مع المجموعة الجديدة، وفي تكوين صداقات جديدة والشعور بأنه جزء من المجموعة. كانت له أيام شعر فيها بالوحدة وعدم الشعور بالانتماء وأوقات أخرى شعر أنه مقبول وأنه مهم ضمن المجموعة. ولكن جاء ذلك اليوم وتلك اللحظة التي أسمّيها لحظة “الواو waw”، فقد قال له أحد الزملاء أنه الـBFF. أخبرني بما حدث وعيونه تلمع وتشع. أقولها بصراحة أنني لم أعرف ما معنى الـBFF ولكن عزيزي الجوجل أنقذني من الإحراج وقدّم لي الإجابة السريعة Best friends forever. لم تكن تلك الـ BFF على أيامي أو ربما كانت ولكن ليس بحروف الاختصار هذه. على أي حال فها أنا الآن أحاول تعلّم مصطلحات هذا الجيل، مثل كلمة “عادي” قبل أي سؤال أو طلب، والكلمات الغريبة التي يستخدمونها لوصف أمور إيجابية مثل وحش وسفاح مع أن تلك الكلمات بالنسبة لي تعني شيئًا آخر.

لم يكن الأمر الجديد الذي تعلّمته هو الـ BFF فقط ولكنني تعلّمت أن الصداقة هي الأمر المحوري والجوهري في عمر المراهقة. أعلم أن الوقت قريب جدًا والذي فيه يكون رأي الصديق هو الأهم والأصح والأكثر مصداقية، ويغدو الصديق هو من له الأولوية وهو من يسعى أبناؤنا لإرضائه. لكنني أعلم أن الصديق هو الذي يجعل للحياة طعم مميز وأتمنى أن يُحاط ابني بأصدقاء يستمتع معهم، ويؤثر فيهم ويتأثر بهم إيجابيًا. وأتمنى أن يكون هو صديق مخلص صادق ومحبّ ومتواضع غير متمحور حول ذاته ويفرح لنجاح الآخرين ويبذل أقصى جهد عنده ويشعر مع الآخرين ويتعاطف ويقدّم بسخاء ويسعى لتحقيق أحلامه ولا يتراخى ولا يتكاسل، وفي كل ما يملك من صفات يكون هو الصديق قبل أن يبحث عن صديق.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

الأصدقاء

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

نسيج وطن

ثلاث طرق للتعامل مع ابنة غير مرتبة!