كعائلة، نحن بصدد التعامل مع الآثار السلبية التي تحدث لطفل تعرض لصدمة خلال سنوات حياته الأولى. ربما تذكرون المدونة التي شاركتكم بها منذ مدة عن طفل تبنّيناه.  لم يتمكن والداه من العناية به فجاء للإقامة مع عائلتنا. يبدو هذا نبل أخلاق، أليس كذلك؟ لكن لأكون صادقاً ليس من السهل التعامل مع طفل نشأ في بيئة تتميز بعدم وجود الثقة والتجاهل على الصعيدين الجسدي والنفسي.

1. افهم

الخطوة الأولى للسيطرة على هذا النوع من الغضب هي فهمه. في الأسبوع الماضي أخذنا بناتنا إلى المُعالجة التي تعالج ابننا المتبنى والتي شرحت لبناتنا بطريقة مبسطة بأن سلوك ابننا الصغير ناتج عن خوفه من المرور بذات التجارب الصادمة مرة ثانية لذا فهو يتصرف بطريقة معينة لحماية نفسه.

2. النافذة

في الواقع، استخدمت المعالجة مثال النافذة. فمن خلال النافذة تتجاوب عواطفه لما يحدث بطريقة طبيعية لكن عندما يحدث أمر يذكره بموقف سيء مرّ به “يقفر” سلوكه خارج النافذة. هذا كان الدرس الثاني الذي تعلمناه: هناك فرق بين سلوك الشخص والشخص نفسه. من الضروري أن نقول لابننا المتبنى أن سلوكه الغاضب لا يعجبنا لكننا نحبه كشخص. هذا يتواصل مع توقه للانتماء الموجود في كل شخص.

3. خارج النافذة

الأمر الثالث الذي تعلمناه يخص ما يحدث لمشاعره عندما يقفز خارج نافذة الاحتمال هذه. خارج النافذة يكون صعباً بالنسبة إليه أن يفكر، لذا تكون استجاباته مُساقة بعواطفه وغريزته. أساساً هناك ثلاثة طرق للاستجابة: مثل نمر، أو أرنب أو قنفذ. هذا يعني أن بإمكانه أن يبدأ العراك أو أن يهرب أو أن يتجمد في مكانه جاعلاً من نفسه غير مرئي. من المذهل كيف أن ابنتنا ذات الأعوام السبعة بدأت بإدراك ما يحدث مع أخوها المتبنى.

4. تجاوب

الأمر الرابع الذي ينبغي علينا البدء بتطبيقه هو كيفية التجاوب عندما تتحكم مشاعره بسلوكه. الدرس الأهم بالنسبة لنا هو ضرورة الاستجابة بطريقة مختلفة عما نفعله بالوضع الطبيعي. فبدلاً من الغضب علينا أن نؤكد له أننا بالرغم من عدم قبولنا لسلوكه إلا أننا لا نزال نحبه.

ليس الأمر سهلاً دائماً

عندما يهاجم كنمر لا نسمح له بضرب أو عض الآخرين لذا يحتاج لوجود عواقب لذلك السلوك (انظروا مدونتي بعنوان “كيف تؤدب ابنك”)، لكن كونه تعرض لصدمة علينا أن نستمر في إخباره أننا نحبه كشخص. أقول لكم أن هذه ليست طريقتي الطبيعية في التعامل مع هذه الأمور.

مدحنا الكثيرون بسبب رعايتنا لهذا الطفل لكن الأمر ليس سهلاً. نتساءل أحياناً إن كان الأمر يستحق هذا الثمن. خلال لقائنا مع المعالجة بدأت صغرى بناتنا بالبكاء وتبين أنها كانت تخاف أن تضطر لمغادرة منزلنا لأنها رأت ذلك يحدث لبعض الأطفال في سنها الصغيرة. لقد تأكدنا أنها تعرف أنها تنتمي إلينا ولا أحد يمكنه أن يغير ذلك.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

كيف تسيطر على غضب طفلة في السابعة من عمرها؟

هذا الطفل يُكسَر عظمه كل يومين

What do you think?

Written by mark

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

التمتُّع بالحياة الأفضل

ثلاث علامات للقلق عند المراهقين