تفاجأت في إحدى الليالي بينما كنت أتحدّث زوجي وأنا في السرير قبل أن ننام أن ابننا قد استيقظ، لم أتفاجأ أنه استيقظ فهذه عادة عنده منذ أن كان رضيعًا، فهو يستيقظ عطشانًا أو لأنه يشعر بالحر أو البرد أو بسبب أصوات قطط في الخارج أو إزعاج جيران طابت لهم السهرة لما بعد منتصف الليل، ولكن ما فاجأني جملة قالها بعد أن حصل على ما يريد: “علّوا صوتكم”. ضحكنا كثيرًا فيبدو أنه لم يستيقظ لأن الغطاء قد سقط ولكنه استمتع كذلك بالاستماع لأحاديث المخدة كما يسموّنها pillow talk مع إننا لسنا ماهرين بها، فزوجي ينام بل و”يشخر” بمجرد أن يضع رأسه على المخدّة.

يبدو أن ابننا كغيره من بعض الأطفال يستمتع بأحاديث الكبار. والكثير منا يواجه مثل هذه المواقف التي بينما نتحدّث مع صديق أو مع أحد أفراد العائلة نجد أن أحد أبنائنا واقف أو جالس منصتًا باهتمام للحديث الذي يجري، منهم من يفضل الجلوس لدقائق قليلة بعيدًا عن الأطفال الذين يلعبون في الغرفة في الداخل ليستمتع ببعض أحاديث الكبار والتي يسميها ابني “شيقة ومثيرة للاهتمام” مترجمًا الكلمة interesting.

جميل أن نشرك الأطفال في أحاديثنا والأجمل ان تكون تلك الأحاديث سبب بناء وتغيير في حياتهم، وإلا فلنصمت، ولنسدّ آذانهم لئلا تكون كلماتنا سبب تلويث تلك القلوب والأذهان البريئة. ولنراقب أحاديثنا إن كانوا ينضتون لها، فهم يخزّنون الأحاديث وتلك “النميمة” التي نجريها ونحن نحتسي القهوة أو ننتظر إنهاء مهمة ما برفقتهم.

وأنا أقول “لنعلِّ صوتنا” إن كان حديثنا ينشر سمعة طيبة عن غيرنا، وإن كان في كلامنا معلومات مفيدة وقيّمة، وإن كنا نحاول إيجاد حلول نافعة لمشاكل أو منافذ لتحدّيات. وإلا فلنخفض صوتنا أو نصمت إن كان ما نقوله عكس ذلك.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

أحسن معلّمة… اللي ما بتصرّخ

بدي كريم لحبّ الشباب

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

لماذا تتكلم الفتيات كثيراً

جمعتنا في رمضان