كنت أجلس مع ابنتي وأخذنا الحديث، ودخلنا في قصص عن أيام الطفولة رجّعتني بالذاكرة لطفولتي عندما كنا نعيش بنفس البناية مع الجدّ والجدّة والأعمام والعمّات وأولادهم، وسألتني ابنتي: كيف كانت الحياة؟ شو كنتوا تعملوا؟
بديت أرجع بالذاكرة وأحكي لها عن أيام الطفولة، وبالأخص خطر على بالي لما كان عندنا بالعيلة حفل زفاف ابن عمي الكبير وكيف العيلة كلّها مشغولة بالتحضير والترتيب لهذا اليوم.
بتذكّر قبل أسبوع أو عشرة أيام من العرس كان لكل ليلة طعمها الخاص واحتفالها المميز، مثلاً بالليلة اللي جابوا فيها بدلة العريس لفوا فيها بالبيت ورشوا الملبس مع (الزاغريت) والأغاني الخاصة لهذه اللحظة، وليالي تانية كنا نساعد الكبار في لف علب الضيافة بالتل والشبر ووضع الملبس الملون، وغير هذا المساعدة من الجميع بتحضير الأكلات الخاصة لحفلة الحنة وحفلة العريس من إيدين الجدّة والعمّات، وتذكّرت ليلة العرس (سهرة العريس) كان يجي الحلاق على البيت ونعمل زفة كبيرة للعريس، هيصة ولمة وأغاني وزغاريت. برغم بساطة العيش والإمكانيات القليلة ألا اننا كنا يد واحدة وفرح واحد، ونحن الأطفال موجودين في كل كبيرة وصغيرة نساعد الكبار ونتعلّم منهم دون ملل أو تعب إلى أن يأتي اليوم الكبير يوم الزفاف…….
استوقفتني هذه الذكريات وأنا أشاركها مع ابنتي، وشعرت بشوق كبير لتلك الأيام المميزة في طفولتي والتي شكّلت الكثير في حياتي ونظرتي للعطاء والتعاون وقيمة العيلة وما تشكّله في حياة الفرد من مواقف وخبرات. غُصت بعمق بالذكريات إلا أن أرجعني صوت ابنتي وهي تقول: نيالكم يا ماما رغم إنني مرات بنظر لزمانكم وبقول مساكين ما كان عندهم شيء زي ما عنا الآن إلا أنني أتمنى لو كنت أعيش هذا الزمن، أعيش البساطة…. الطفولة الحقيقية .
نعم بهذه الأيام من الممكن أن يتمتع أبناءنا بالكثيرالكثير، كالتقنيات الحديثة للتسلية، اللعب، أماكن التسلية، الملابس الفاخرة، البيوت الفخمة، ولكن ومع الأسف ما أراه من حولي الكثير من الغضب، الوحدة ، الحزن، مشاعر الملل، الإحباط .
الأكثر من هذا والمحزن وجود عائلات كثيرة مفككة، آباء يعيشون حياة الأنانية والتركيز على رغباتهم الخاصة، أولاد يبحثون عن معنى للحياة وعن حضن دافىء وكلمة حنونة، شباب دون مرشد، صبايا يبحثن عن الأمان. هذه الحاجات موجودة داخل الأسرة القوية المترابطة القوية المتينة.
في عالم نعيش فيه تناقض عظيم بين الخير والشر، الحب والكراهية، القيم الجميلة وانعدامها
عالم وجد فيه كل شيء وغاب عنه أهم شيء الحب، كيف سأختار أن أعيش!!!!
ما نوع العائلة التي أطمح لها!!! وعلى أي مبادىء سوف أستند!!!!!
مقالات/فيديوهات مقترحة:
حياة عائلية أفضل – ثلاثة أشياء يمكنك تطبيقها اليوم!
GIPHY App Key not set. Please check settings