يكون البلوغ صعباً جداً في بعض الأحيان ، فمنذ بضعة أسابيع فقط عادت ابنتنا ليديا البالغة من العمر عامها التاسع من المدرسة وهي تبكي “ثانية”.
عدد الأولاد في صفها (36) يفوق عدد البنات (9) ولسبب ما هي لا تتوافق مع بعض الفتيات الأخريات إذ يعاملنها بازدراء: فإما أن تخضع للقوانين التي يضعونها للمجموعة أو يتم استثناؤها. لذا اختارت ليديا الانضمام إلى صفوفهن لأنها كانت أصغر من عقد صداقات مع الأولاد. لكن أن يتم معاملتها على هذا النحو من قبل زميلاتها أمر مؤلم فعلاً. وكان صعباً عليها أن تتحدث عن هذه المواضيع.
ساعد على بناء أساس قوي
ناقشنا، زوجتي وأنا، كيف يمكننا تقديم يد العون لها.نحن نرجو أن نقدم الدعم لابنتنا لتتمكن من بناء أسس قوية في حياتها، وأن تكون فرداً من مجموعة هو جزء هام من هذا الأمر.
أول ردٍ مندفعٍ لنا سيكون هكذا: أن نخبر ليديا كيف تتصرف ونتوقع منها الطاعة، دون نقاش. وربما أن نرفع سماعة الهاتف ونتحدث مع أهالي أولئك الفتيات من وراء ظهرها لإصلاح الوضع.
وقت المرح
لكن بعض قراءة كتاب عن هذا الموضوع اخترنا منهجاً مختلفاً: أن نجعلها تضحك. خلال الوجبة العائلية بعد انتهاء المدرسة بدأنا بتخصيص وقت متعمَّد لتسلية العائلة.
أبدأه برواية قصة مجنونة تدور عادة حول البحث عن الكنز – فهي المفضلة لديها – وكيف يستحيل إيجاد الكنز. وكلما أضفت نكتاً كلما ضحكت ليديا أكثر.
من خلال الضحك معاً والتمثيل الجنوني تمكّنّا من خلق جوٍ يجعلها تسترخي وهذا أنشأ البيئة المناسبة لها للبدء بالحديث عن يومها رويداً رويداً. في هذه البيئة الآمنة يمكنها الانفتاح ومشاركة كل ما واجهته مع البنات الأخريات، وأيضاً المواقف المهينة.
أن تكون الملكة
كثيراً ما تلعب الفتيات لعبة اسمها الملكة والخادمة حيث تخبرنا: تلعب إحداهن دور الملكة وأخرى الطباخة أو مصففة الشعر. “أبي، أنا دائماً أكون الطباخة. أريد أن أكون الملكة، ولو لمرة واحدة.”
من خلال هذه الجلسات اليومية – قضاء وقت ممتع أثناء تناول الطعام – نساعد ليديا على الانفتاح حول ما يضايقها وإيجاد الحلول لهذه المشاكل. في هذه الحالة اقترحنا عليها: أعطِ الفتيات الأخريات خياراً: أخبريهن أنك ستؤدين دور الخادمة بسرور لمدة ثلاثة أيام فقط إذا تسنى لكِ أداء دور الملكة في اليوم التالي.
وهل تعرفون أمراً؟ نجح الأمر. عادت بالأمس بابتسامة تغطي وجهها. “أبي، كنت الملكة اليوم!”
العب معنا هذه اللعبة لتتعرف على المزيد من مبادئ التربية
اضغط هنا لطلب مسبق لكتاب “تربية الأطفال والمرهقين” على موقع ألفا
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings