“أبي، أنا لست مع فتاة بعد. هل يوجد فيّ خطب ما؟” سألني ابني الأكبر دانيال (13 عام) الكثير من هذه الأسئلة مؤخراً. فهو يرى زملاءه في الصف منشغلون في بناء علاقات ودية مع الفتيات بينما هو- في الحقيقة –  لم ينجح بعد في التواصل معهن.

“هل أنا مختلف؟” سألني مؤخراً. “لا يوجد شعر على ذراعي كباقي الأولاد في سن الثالثة عشر. متى حدث هذا معك يا أبي؟ متى سيبدأ صوتي بالتغير؟ في أي سن بدأ اهتمامك بالفتيات؟” وتستمر الأسئلة …

رد فعل الآباء النمطي

في البداية كنت على وشك زجره وإخباره بأنه ما زال صغيراً على كل هذا، لمجرد أن أتحاشى الأمر. وأخشى أن هذا هو رد الفعل النمطي للآباء.

لكن عندما فكرت ملياً بالأمر أدركت أن هذه فرصة لتعليم ابني عن العلاقات الصحية، وقررت أن أغتنم الفرصة بمناقشة هذه الأمور معه بانفتاح.

المغزى هو: هناك خطورة بأن يبدأ الأولاد في عمره بالجري وراء المغامرات مع الفتيات فقط من أجل الانتماء إلى المجموعة دون إيلاء أي تفكير حول العلاقات الصحية.

المشاعر تجاه الفتيات

إذن، هل من الخطأ أن تتولد مشاعر عند الولد المراهق نحو الفتيات؟كلا، لأن الله وضع هذه المشاعر فيك. هكذا شرحت له. لكن إن بدأت هذه المشاعر بالتغلب عليك وأصبحت حياتك تدور حولهن بالكامل فإن هذا ليس بالأمر الجيد.

بعد صمت طويل طرح علي سؤالاً بدا واضحاً أنه يزعجه منذ مدة طويلة. “لكن يا أبي، أحلم أحياناً بالفتيات و… تحدث أمور. هل هذا خطأ؟ هل هو خطية؟”

شعرت بالارتياح لمعرفة أن هذه كانت “مشكلته”. شرحت له بأن تلك الحلام ليس خاطئة بالتأكيد وإنما هي جزء من النمو ولكن عليه أن يبقي سلوكه ضمن حدود. وشرحت له أن مشاعر المراهق وجسده سيتطوران في الوقت المناسب. “وفي يوم ما سيعطيك الله امرأة والفرص المالية للاهتمام بها. اترك الأمر له.”

الارتياح

بعد تفسير هذا الأمر له رأيت الراحة العميقة في عيني دانيال فقد كان قلقاً حقاً بأنه كان مختلفاً وبأن مشاعره كانت خاطئة، كما أنه لم يشعر بالراحة لمناقشة ذلك مع أصدقائه.

عانقني: “شكراً أبي.”

العب معنا هذه اللعبة لتتعرف على المزيد من مبادئ التربية

اضغط هنا لطلب مسبق لكتاب “تربية الأطفال والمرهقين” على موقع ألفا

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ابنتي الملكة

“لا بأس يا أبي فأنت مشغول”

What do you think?

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كنت متساهلاً جداً كأب

رونالدو، ميسي والمسيح