قبل أن نستقبل العيد نبدأ بكتابة قائمة من الأمور الواجب عملها، قائمة طويلة، متنوعة، مكلفة من ناحية الوقت والمال، قائمة تحتاج إلى موارد مالية وبشرية. لكل منا قائمته التي يرتبها بحسب أولوياته واهتماماته، ولكل منا ميزانيته الخاصة التي يوزعها على تلك القائمة حسبما يراه مناسبًا. فتجهيز البيت وتزيينه والضيافة من شوكلاته وغيرها من الحلويات والملابس الجديدة والهدايا وأحيانًا السفر، ولكن أول تلك الأمور هي الشعنينة. يجب أن تكون جاهزة صباح أحد الشعانين أو مساء اليوم السابق. ما زلت أتذكّر سعوف النخيل وطرق تجديلها وتزيينها بالورد والتي ما زلت أرى البعض منها حتى الآن، مع أن الكثيرون قد استبدلوها بشموع أو مجموعة من الورود المنسقة بطريقة إبداعية.
في أول أحد شعانين لنا مع طفلنا الصغير انشغلنا في تجهيز الشعنينة، أول شعنينة لطفلنا الذي كان يلبس أجمل الملابس. ومع مرور كل سنة كان الانشغال يقل إلى أن قررنا أخيرًا أننا لن نجهز له شعنينة، وهو كذلك شعر أنه “كبير” على حمل الشعنينة. الأمر لم يتعلّق بزينة الشعنينة وسعرها وترتيب تجهيزها باكرًا يوم الأحد، ولكن المعضلة كانت “من سيحمل الشعنينة ومن سيكون المسؤول عنها؟” ما زلت أتذكّر الشمعة التي جهزناها ونقلناها إلى السيارة ولكن “بالغلط” جلس أحدهم عليها فانكسرت “من أولها. وما زلت في كل عام أنظر إلى الأهل وأرى معاناتهم وهم يحملون الشعنينة أو الورود أو الشموع، وتزداد المعاناة طرديًا بحسب عدد الأولاد وصغر أعمارهم.
فمع قدوم العيد أتذكّر من حمل خطايانا على الصليب! وأتمنى أن نحمل في قلوبنا كل يوم ترنيمة وفرحة انتصار القيامة مع قدوم العيد، المسيح قام حقًا قام. وأوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings