The original English text is under the Arabic translation
كلما سمعت صوت ممرضة المدرسة على الطرف الآخر من الهاتف تتوقّف أنفاسي في انتظار سماع أخبار الإصابة التي تعرض لها ابني ذو العشر سنوات. في حادثة الأمس أصيب بجرح في رأسه تطلب أخذه إلى المستشفى وعندما وصلت لاصطحابه من الصف كان الخوف بادياً على وجهه لكنه لم يشأ إظهار الخوف أمام أصدقائه لكن حالما وصلنا إلى السيارة بدأ بالنشيج (البكاء بأنفاس سريعة). الكلمات الوحيدة التي استطاع النطق بها كانت “لا أريد غُرَزاً”. فشل جميع أفراد كادر قسم الطوارئ في المستشفى طوال الساعتين اللاحقتين من إقناعه بأنه لن يشعر بأي ألم جراء الغرزة الوحيدة التي سيقطبون بها جبينه بسبب المخدر الموضعي الذي سيستخدمونه لكن خوفه من احتمالية تعرضه للألم المؤقت فاق كثيراً خوفه من الندبة المستقبلية.
قد يكون الخوف مبرَّراً أو مبالغاً به لكن علينا دائماً أن نأخذ مخاوف أطفالنا بجدية إذ أن كل ما نحتاجه في بعض الأحيان هو إلى أذن مصغية بتعاطف عند الحديث عن الخوف مما يزيل “سلطته” ويجعله تحت السيطرة. من الضروري جداً عدم التقليل من مشاعر أبنائنا أو التعبير عن الغضب إزاءها أو تعييبهم بسبب ردود أفعالهم.
بعض المخاوف ترتبط بالمرحلة العمرية: فالأطفال الصغار يخافون من الظلمة على سبيل المثال لكن هذه المخاوف ستزول مع كِبَرهم في السن. حتى ذلك الوقت يمكن التخفيف من قلقهم بتوفير إضاءة خفيفة أثناء الليل ومراقبة ما يشاهدونه على التلفاز متجنّبين البرامج والأفلام التي تعرض الوحوش أو تحوي مشاهد درامية غير ضرورية.
إن كانت الحادثة وحيدة وتم حلها فلا داعي للقلق لكن إن بدت مخاوف الطفل زائدة عن الحد أو غير متلائمة مع سبب التوتر قد يكون هذا مؤشراً لضرورة طلب المساعدة الخارجية مثل استشارة مشير متخصص. إن تبيّن لكم وجود نمط ما فعليكم أخذ الإجراءات الضرورية وإلا فإن مخاوف مَرَضيّة (الرهاب) قد تتملك من طفلكم. كم من شخص بالغ يرتعب من البحر لأنه لم يتلقى المساعدة في الطفولة لتجربة المياه بطرق آمنة ومسلية؟
هدفنا الأسمى هو مساعدة أبناؤنا للتغلب على مخاوفهم وليس تجنّبها مما يعني مساعدتهم على مواجهة مخاوفهم بتوفير الدعم الكامل والتشجيع. لكن! لنحذر من نقل مخاوفنا الشخصية إلى أبنائنا فإن كنا نخاف من النحل أو نتصرف بهياج عندما نرى نحلة فمن الطبيعي أن يتجاوب أبناؤنا بذات الطريقة.
سأكون صادقة معكم، فأنا لم أتعامل مع خوف ابني في المستشفى بتعاطف إذ كان اهتمامي منصباً على شعوري بالحرج بدلاً من شعوره بالقلق الشديد وانتهى بي الأمر بالاعتذار إليه لاحقاً بسبب رد فعلي لكنني نجحتُ بإغلاق الجرح بنجاح وبدون ألم بضمادة ملونة مزينة برسوم جميلة.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
كيف نتعامل مع السلوك السيئ لأطفالنا في الأماكن العامة
GIPHY App Key not set. Please check settings