ربيعُ جِلْعَــــــادَ

جبالٌ شامخةٌ جِلْعَادَ، رائعة الجمال طبيعتها، تكتسي بأشجارِ الزيتونِ والبلوطِ والصنوبر القوية التي تحدت الزمان والمكان، نسيمُها عليلٌ ومنعش.  تستقبل في الربيع الزوار وخاصةً العائلات مع أطفالهم يلهون ويلعبون على بساطٍ أخضرٍ جميلٍ مزركش بأزهار برية صغيرةٍ ناعمة، صفراء وبنفسجي، بيضاء وحمراء، وسنةً بعد سنة أصبحت الرحلةُ إلى جبالِ جِلْعَادَ مثل الطَقسِ في حياتي وحياة عائلتي.

يوم راحة ويوم فرح

ما زلتُ أذكرُ الجو الحار الذي يصاحب أحد الشعانين، والصور التذكارية العائلية المهمة في هذه المناسبة.  فقد كان وما زال يوماً مميزاً في حياتي، فإني أذكُرُ أبي وأمي يستعدان له من يوم السبت بشراء أغصان النخيل وتزينها ثم نحملها أنا وأخوتي كرمز جميل.  وها الأيامُ تمّرُ مسرعة فأستعدُ لهذه المناسبة أنا وزوجي فيدخلوا أولادي مع باقي الأطفال إلى بيتِ الله مرنمين ومسبحين وحاملين بأيديهم أغصانَ النخيل المزينة بالزهور، فمنظرهم وتسبيحهم يبعثُ الفرحَ في قلبي وفي قلوبِ جميع الأهالي.

هكذا خرجت الجُموعُ في الماضي للإحتفال بيسوع فاصطفوا على جانبي الطريق، رجالاً ونساءً وأطفال لإستقبال ملك السلام الوديع، ملوحينَ بأغصانِ الشجرِ وسُعُف النخيل وفارشين ثيابهم أمامه على الأرض وكانوا يسبحون الله ويهتفون لصلاحه.

إلى جِلْعَادَ

وبعد الإنتهاء من الإحتفالِ بهذة المناسبة نسيرُ بالمركباتِ مع باقي العائلاتِ إلى جبالِ جِلْعَادَ، وهناك نجلس على بساطٍ أخضرٍ جميل مزركش ونتشارك في الطعامِ والحلويات والقهوة العربية اللذيذة، وأطفالنا يلهون ويلعبون معاً، فنقضي يوماً رائعاً، ونملىء صدورنا من نسيم الهواء العليل المنعش.

عادات ننقلها إلى أطفالنا

عندما تأتي مناسبات الأعياد، علينا أن نترك أعمالنا وإنشغالاتنا لفترة من الزمن ونحتفل مع أولادنا، نعبد الله معهم ونشكره على أعماله وصلاحه، حتى لا ننسى “أنه هو الذي باركنا في حياتنا وبارك كل أعمالنا” وأننا نعيشُ اليومَ من خيره علينا.

“وتفرحُ في عيدك أنتَ وابنك وابنتك، لأن الرَّبَّ باركَ تعبَ يديك، فلا تكونُ إلاَّ فرحاً.”  نجددُ إيماننا بينما ننقله إلى أطفالنا ونعلمهم ما صنع الله وما أعدَّه لنا لنرتاح ونفرح فيه. فنحتفل بمن هو إلهنا وبما قام به من أجلنا.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ثوب لأمي

الحب له طعم لذيذ وفريد

What do you think?

Written by rita

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

مين رح يحمل الشعنينة؟

حياة فرح وسلام ورجاء