The original English text is under the Arabic translation
“ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحداً يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا.”
(1كورنثوس 9: 24)
منذ بضعة أيام، تنافس ابني وزملاؤه في الصف في ماراثون التتابع لمسافة 242 كيلومتر من البحر الميت إلى البحر الأحمر. إنهم ليسوا رياضيين محترفين ولم يتدرّبوا لأشهر ولم يكن لهم مدرّب. الليلة التي سبقت الماراثون كانوا يأكلون الأرز والعصائبية (النودلز) ويلعبون كرة القدم التفاعلية (إكس بوكس) ولم يتفقوا على مَن سيحضر وجبات الطعام والمشروبات للفريق إلا قبيل ساعات من المغادرة.
بصراحة، كانت صلاتي لهم أن ينهوا جميعاً السباق بدون أي إصابات، فشجّعتهم على تقديم أفضل ما لديهم والحفاظ على أخلاقياتهم العالية إلا أن هدفهم كان الفوز.
يشبّه الرسول بولس حياة المسيحي في مواضع متعدّدة من العهد الجديد بالسباق فنجده يتكلّم عن المواظبة وعدم الركض بلا سبب وعن المثابرة والتخلّي عن كل المعوّقات. وكما أن الماراثون هو امتحان شاق للياقة والقدرة على التحمّل فإن السباق الموضوع أمامنا يتطلّب الإيمان والاحتمال والالتزام والانضباط في سبيل العيش بأمانة.
بعد ثلاثة أشهر سيودّع ابني أصدقاءه فيما ينطلق كل واحد منهم في المسار الجديد الذي حدّده الله لهم. الحياة الجامعية ستضع أمامهم مجموعة جديدة من التحدّيات وأيضاً فرصاً جديدة وصداقات جديدة. كوالدين، نصلّي أن يأتي الناس إلى جوانب الطرقات لتشجيعهم فيما يستكملون سباقهم الطويل ونثق أنهم سيتذكّرون أن يركّزوا أعينهم على يسوع. ستأتي أوقات يسيء فيها أبناؤنا تقدير قدراتهم أو يستسهلون الصعوبات التي تواجههم، لكن إن كنا قد قدّمنا لهم أمثولة في المثابرة وعلّمناهم أن يقدّموا أفضل ما لديهم مهما بدا ذلك غير كافٍ عندها يمكننا أن نثق “أن الذي ابتدأ فيهم عملاً صالحاً يكمِّل” (فيلبي 1: 6)
بالرغم من عطل أصاب وسيلة التنقل خلال جزء من السباق الممتد لأكثر من 13 ساعة وبعض السلوك غير الرياضي من جهة الفريق الآخر وبعض حالات المرض الناتجة عن الإجهاد .. إلا أن نتيجة شبابنا كانت مصدر فخرنا وفازوا بالمركز الأول ضمن فئة المدارس – متفوقين على نتائج العام الماضي بأكثر من ساعة. ركضوا ليفوزوا ولم يخزوا.
GIPHY App Key not set. Please check settings