بدأ العام الدراسي بتحدٍ جديد بالنسبة له، فقد انتقل ابني إلى النظام الأجنبي في الصف السادس. أراد أن يمضي في رحلته هذا العام بنجاح، أراد أن يثبت لنفسه ولمن حوله أنه يستطيع. كان يحتاج أن يتعلّم مهارات جديدة في تنظيم وقته وترتيب أولوياته خاصة مع ازدحام جدوله بالأنشطة الرياضية والموسيقية وغيرها. وكنت أنا أمام مسؤولية جديدة في تقديم بعض النصح والتوجيه للتعامل مع المناهج الجديدة والنظام الجديد.
رأى كريم أن أفضل طريقة هي أن يقرأ المحتوى ويفهمه ومن ثم يكتب أسئلة على ما درسه. وبعد الانتهاء من الدراسة يقوم بالإجابة عن تلك الاسئلة ومن ثم يتأكّد من إجاباته. لقد ابتكر هذه الطريقة بنفسه. شعرت بالفخر لأن نصائحي وتوجيهاتي في الماضي قد أثمرت، فكم من المرات قلت له “قراءتك السريعة بعشر دقايق للمادة ما بتكفي”، “لازم تلاقي طريقة تتأكد إنك فهمت وحفظت”، “أنا مش رح أقعد أسمعّلك، لأني بحسّ كأني بدرّسك”، “إنت بتقدر تعتمد على نفسك”…… وكان هو يشعر بالفخر أكثر لأنه لاحظ أن هذه الطريقة فعّالة للغاية، وسيشعر بالفخر أكثر عندما يجد أن ما فعله قد أصبح عنوانًا لمقالة في مدونتي.
كنت أتابع أعمالي في المكتب أمام جهاز الكمبيوتر وهو في الغرفة الأخرى يدرس وأمامه مجموعة من الأوراق. مررت من أمامه، لم يرفع نظره فهومنسجم مع المادة، فالعلوم مادة محببة له، فمعلّمته اللطيفة التي كان يُقال عنها “المس الوحيدة اللي ما بتصرّخ”، وشغفها من نحو الطلاب والتعليم جعل العلوم والـ Science من المواد المحببة له. بينما كان منغمسًا بين أوراقه قال لي: “مش رح أرحم حالي”. ضحكت ضحكة عالية، وما زلت أضحك كلّما أتذكّر ما قاله. وتعلّمت أننا جميعًا بحاجة “أن لا نرحم حالنا”، ففي كثير من الأحيان لا نمارس ضبط أنفسسنا في تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة، وضبط مشترياتنا، وتنظيم أوقاتنا، والالتزام بالمواعيد النهائية. فهل أنا وأنت “مش رح نرحم حالنا” ونضبط أنفسنا نحو حياة أكثر اتزانًا وانضباطًا.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
“أنا ابني نظف على السنة والنص”
GIPHY App Key not set. Please check settings