أعباء منزلية لا تنتهي، أعني لا نهاية لها ابداً فهي جديدة في كل صباح مثل بركات الرب وإحساناته علينا تماماً.  أحاولُ في كل يوم جديد أن لا أترك غرفتي قبل أن أقرأ في كتابي المقدس، أصلي وأسلم اليوم بين يديه.  إن لم أفعل ذلك، فإنني أبدأ نهاري بالشعور بالنقص، وأقول في نفسي الآن، وحالاً بعد أن أنتهي من تحضير الفطور، فأجدُ نفسي ارتب وأغسل الصحون وأستعدُّ لتحضير الغذاء، وأقولُ الآن بعدما أردُّ على التلفون وأتصل بأمي فأصَّبح عليها.  وإذ بالوقت يركض أو يطير وقد اقترب موعد إحضار الأولاد من المدرسة.

طبعاً فأنا حتى الآن ما زلتُ أريدُ أن أجلس في هدوءٍ مع كتابي المقدس واصلي، ولكن بعد أن أحضر الأولاد من المدرسة.  وتحضير الغذاء والواجبات المدرسية.  وإلى الآن ما زلتُ أنتظر وقتي الهادىء، وشعوري بالذنب والنقص قد تضاعف.

كنتُ أجهلُ أن أولادي وهم في صفوف الدراسة يجاهدون ويتعبون أيضاً، يوجد تنافس دائم مع باقي طلاب الصف للنجاح والتفوق وللحصول على استحسان معلم أو معلمة المادة.  وفي معظم الأوقات يتعرضون للمضايقةِ والإستهزاء من أقرانهم، ولا أنسى صعوبة تكوين صداقات وما أقصى الشلل، فحتى عالم الصغار لا يخلو من الغيرة والتحزب.

وكنتُ كلَّ يوم أتحيّر من ردة فعلهم العنيفه بعد الرجوع من المدرسة، إلى أن نبهني الرّبُّ إلى حاجتهم للهدوء وللراحة، والقبول الغير مشروط كما وأنهم ويحتاجون إلى تغذية جيدة لينتعشوا ويتجددُ نشاطهم من جديد.

ووجدتُ أن كلامي بلغةٍ إيجابيه وصوت هادىء مع أولادي قد أثمَرَ سلاماً وهدوءاً في العائلة، وكـأني أروي زهرةً ذابلةً بماءٍ عذبٍ وسطَ حرٍّ شديد،  وكلماتي اللطيفة وصبري كانا كالمطر المنعش في فصل الصيف، ولغةُ التشجيع والتقدير والتعزيز أثرت إيجابياً في حياة كل واحد منهم.

أشعرُ مع الأمهات أمثالي فنحنُ نعيشُ في دوامةٍ وتحت ضغطٍ كبيرٍ وشديد، حتى وإن كانت واجباتنا اليوميه روتينه أحياناً، ولكننا كسيدات بيوت نريد أن نتتم واجباتنا على أكمل وجهه، لأننا في المكان وفي الزمان المحدد الذي عينه اللهُ لنا لتكوين وبناء العائلة والحفاظ على ثباتها.  لأنَّ العائلة ثمينة في نظر الله، فهو مؤسسها وهو رأسها، ورعايتها بكل إخلاص واجب عليَّ كأم، وترتيب أولوياتي ضروري لأقدم أفضل ما عندي.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

حقيبة المدرسة

مثالي في حياتي

What do you think?

Written by rita

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

هدية الثلج غير المتوقّعة

دروس في الحياة