يفتح باب غرفةِ نومِنا في منتصف الليل ليدخلَ أحد أولادنا ويقول: هل أستطيع أن أنامَ في سريرك يا بابا؟ في الخارج، المطر يهطل بغزارة، والبرقُ يضيئ الغرفةَ كل خمسِ ثوانٍ تقريباً يتبعُه صوتُ الرعدِ المخيف. تقع غرفةُ نوم ابنتنا في عُلّية المنزل وأنا أتفهم أن ذاك المكان لا يبعث الشعور بالأمان.
هذا السريرُ سريرُنا
أتحرك قليلاً إلى جانب السرير وأفسحُ لها المجالَ لتقفزَ إلى جانبي. في بضع ثوانٍ أسمعها تتنفس بعمق، فقد غرقَتْ في النوم. لحسن الحظ لم يستفق باقي الأولاد تلك الليلة، فتمكنت أن آخذ قسطاً من النوم مع أن السريرَ كان مكتظاًّ بعض الشيء.
بالعادة نحن لا نسمح لأولادنا أن يناموا معنا في السرير، بل نشجعهم أن يناموا في أسرتهم ويشعروا بالأمان هناك. هذا السرير، سريرنا!! هو المكان الوحيد الذي نريد أنا وزوجتي أن نحفظه لنفسنا؛ راحتنا، حديثنا، وحبنا. كوالدَين، نحن أيضاً نحتاج لمكانِ خلوةٍ خاصٍ بنا.
مكان خاص
لكن هذه الليلة أنا أتجاوز القاعدة. أحياناً السماح بالاستثناء قد يعزز المبدأ. نومهم في اسرتهم ونحن في سريرنا مبدأٌ مهمٌ بالنسبة لنا؛ وعندما نحافظُ على الحيزِ الخاصِّ بنا، نحن ننقلُ قيمةَ هذا الأمرِ الهامِّ لهم أيضاً. تربيةُ الأولاد هي بالأسساس أن نعيشَ الحياةَ قدوةً أمامهم.
أنا أحاول أن أكونَ قدوةً حسنة. مع أنني لست دائماً على يقينٍ من الخيارات التي أتخذها، أو المثال الذي أتركه، إلّا أن هذا الأمرَ هامٌ من أجل علاقتنا (أنا وزوجتي)، وهامٌ أيضاً لعلاقتنا مع أطفالنا. فإن كنتُ أستثمرُ في العلاقة مع أمّهِم، فإنهم بالتأكيد سيشعرون بالفائدة.
سؤال
كيف تتأكد من أنك تستثمر في علاقتك مع زوجتك؟
مقالات/فيديوهات مقترحة:
شكراً لهذا المقال الجميل!
سامعه يا مدام …
abo shereef70@yahoo. Com