الرباط العائلي، وبالعامية اللّمة والجَمْعَة العائلية الحلوه في المناسبات الخاصة أو العفوية. حين يجتمع أفراد عائلتي معاً أشعر بالفرح والبركة، وأعود بذاكرتي إلى أيام مضت لما كانوا في الصفوف الأولى من الدراسة، كنا نجتمع حول مائدة الطعام كل يوم، ولحل الواجبات المدرسية وللعب معاً.
واليوم في مقاعد الدراسة الجامعية، تغيرت الأوقات وأصبح من الصعب عليَّ تجميعهم في وقت واحد للطعام أو للشركه معاً. ولكنني أخيراً أكتشفتُ أمراً مشتركاً بينهم مع أنه سر، ولكنني سأطلعكُ على هذا السّر.
اللمّة على المنسف اللذيذ، والدعوة للجميع.
سمعت هذا المثل القديم من والدتي وكانت تقول “تحتاج العائلة إلى أبْ سْعيْد وأمْ مِنْ حَديد” لم أفهم معناه حتى اصبحتُ أمّاً ولي عائلة.
من الصباح الباكر اعددتُ اللبنَ بعد نقعه وخلطة حتى أصبحَ طرياً وناعماً كالحرير، ثُمَّ أعددتُ مرق لحم الخاروف، والأرز المُفلفل الأصفر، ولم أنسى القلوبات كاللوز والصنوبر (والزبيب المقلي له مكانة خاصة على منسفنا). فاصبحَ الطعامُ جاهزاً ولكن لم يحضر المدعووين بعد؟
لم يصبر الأب السْعيد على رائحته اللبن اللذيذةِ، فأحضرَ فنجاناً وملئه باللبن وشرب، صحتين وعافية.
وبعد الموعد المحدد طبعاً حضرَ الجميع، وكانت هذه أولُ البركات، فلم يهمني الوقت بل همني حضورهم، وما أروعه من شعور، لمّة عائلتي حول المائدة من جديد. اصبحَ الأمرُ يحتاجُ إلى مرونة من الأب السعيد والأم من حديد.
جلسنا إلى المائدة وشكرنا الله على نعمته، وكل واحدٍ منا استمتعَ بالمنسف بطريقته الخاصة، ولكنها اللمّة التي أنستني التعب، وأنستني الوقت وتمنيتُ لو توقفَ الزمن.
الشكر على النعم
بينما الجميع في إنسجام ويتشارك بالحديث، رفعتُ قلبي بالشكر من أجلهم، ومن أجل الأبُ السعيد وفرحته بهم، فكل شخص منهم مميز، ويختلف بإحتياجاته عن الآخر، ولكننا نحتاجُ إلى بعضنا البعض كعائلة.
نعم، أستطيعُ أن أحضر المنسف، ولكن يبقى الكثير الذي لا أستطيع أن أعمله لهم سوى أن أسلمهم بين يدي خالقهم، وأصلي من أجل حياتهم ومستقبلهم، ومن أجل إيمانهم وحمايتهم، ثمَّ دراستهم، كلها أمور لا أقوى عليها سوى بالركوع والخشوع والله وحده قلدر أن يحمل هذا الحِمل ويعتني بنا كعائلة.
يا ترى كيف ترين عائلتك اليوم؟ وهل حملك ثقيل أم ألقيته على الله؟
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings