“يلا ننام، يلا ننام… فريرو جاكو فريرو جاكو…. توينكل توينكل ليتل ستار” وغيرها الكثير من الأغاني والقصص التي كانت تملأ الوقت الذي قضيته مع ابني في طفولته، ها هي الآن تتحوّل إلى مستوى  آخر من التواصل.

فرحته كانت كبيرة، وعيونه الواسعة كانت تشعّ بالحماس وقال: “أنا الوحيد اللي جبت هالعلامة بالصفين!” وبالطبع فقد انتهز هذا للحصول على المزيد من كروت كرة القدم التي يجمعها، كتب لي في رسالة “3 packs or less please”. ضحكت من كل قلبي، وما أضحكني أكثر عندما سمعت صديقه يهمس له قائلاً: لا تقل or less بل قل or more .

نعم فكل أم وأب يريدان أن يكون ابنهما أو بنتهما مميزين ناجحين متفوقين وفي القمّة. ولا بد أنني واحدة منهم. سألت نفسي: ما سر فرحة هذا الطفل الصغير؟ هل العلامة العالية والمكافأة التي رافقتها؟ أم الشعور بالتفوّق على الجميع؟ أم الإحساس بأنه يجني مردود تعبه؟ تركت تلك التساؤلات معه، وتركته يفكّر للحظات، فأجاب: إنني حصلت على نتيجة تعبي.

وماذا لو لم تكن وحدك مَن يحصل على هذه النتيجة؟ ماذا لو تفوّق آخرون معك؟ صمت للحظة وقال: بل سأفرح لهم فهم كذلك يريدون النجاح. وتساءل قائلاً: وهل أنا وحدي في وسط الكون؟

هزّتني تلك العبارة! نعم، فتلك هي المخاوف التي تلاحقني دائمًا، أن يشعر ابني، لأنه الابن الوحيد، بأن العالم يدور حوله. لقد علم أنه ليس وحده هناك، وهو يريد الفرح بالنجاح ويدرك أن هناك آخرون كذلك مَن ينتظرون نفس الفرح. هو ليس محور الكون!

فتلك هي المخاوف التي تلاحقني دائمًا، أن يشعر ابني، لأنه الابن الوحيد، بأن العالم يدور حوله.

حصل على كروت كرة القدم واستمتع وهو يملأ ألبومه بها، وبالطبع مع بعض الكروت المكرّرة التي ينتظر أن يبدّلها مع أصدقائه. أما أنا فقد حصلت على إحساس بالراحة أن ابني يدرك أنه ليس وحده هناك، وأن العالم لا يدور حوله.

قال لي: ميرسي، تأكيدًا لي بأنه “شاطر” بالفرنسي. وقلت أنا شكرًا لتلك اللحظات التي بها لم أعد أغنّي له أغنية كي ينام ولكنني أعزف لحن أفكار صحيّة تخترق قلبه وأفكاره ليغدو شابًا يستقبله العالم ليصنع فيه فرقًا.

أنا وأنت نريد الأفضل لأبنائنا؟ فما هو الأفضل: أن يكونوا هم الأفضل أم يسعون نحو حياة أفضل؟ فما أجمل رحلة الأمومة تلك التي نعلم أن هناك دائمًا ما هو أفضل.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ماما مبسوطة مني؟

حلمي أم حلمهم؟

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

13 Reasons I Can’t Stop Thinking About Thai Massage

الصف الثاني عشر