بسبب انشغالي زوجي وأنا في لقاءات خاصة بالعمل منعتنا من أخذ ابننا من المدرسة، طلبت من زوجة أخي أن تأخذه معها إلى منزلها، قضى هناك قرابة الساعة، وعاد إلى المنزل في حماس غير عادي. بدأ بحلّ مسائل الرياضيات في السيارة. وعندما وصلنا إلى المنزل كان في مزاج مختلف، لست أدري ما السبب، هل بسبب طعام زوجة أخي المعروف بطعمه السحري، أم لأنه التقى هناك بصديقه وكان عدد الأولاد في المنزل ما فاق توقّعاته!
أعلم ان هناك ما يلهمه وما يغيّر مزاجه، فالموسيقى الصاخبة المزعجة لي تحمّسه، وقضاء وقت طويل جدًا في الاستحمام، وحضور فيلم، وكسر الروتين بعمل أمور جديدة مختلفة، وقضاء الكثير الكثير من الوقت مع الناس هي من الأمور التي تحمّسه من جديد. منها أمور قد “تدقّ على عصبي” ولكنها سبب دفعة له للأمام. كوني لم أحضر لأخذه من المدرسة ووجوده مع عدد من الأطفال في وقت غير متوقع والصوت والإزعاج كانت بالنسبة له أمور لطيفة محبّبة.
أشعر أنني في كثير من الأحيان وكأن لديّ قالب جاهز أريد أن أضع ابني فيه، ولو كان عندي أكثر من طفل، ربما سأعدّ عدّة قوالب لكل واحد منهم. ولكن يبدو أن الأمور لا تسير هكذا، فلا بد من كسر الروتين والخروج عن المألوف، لا بأس من بعض الإزعاج. فما يلهمهم قد يكون سبب إزعاج لنا، ولكنني أقول بعض الإزعاج الآن أفضل من الكثير من الإزعاج المستمر.
نحن مختلفون وهكذا خلقنا الله، لم يصنع نسخًا متشابهة ولكنه ميّز كل واحد منا عن الآخر. أمام اختلافاتنا تلك نحتاج أن نقبل الآخر، ونحترم الآخر. وبهذا تغدو الاختلافات لا خلافات تفرّقنا بل مغامرات وتحدّيات تجمعنا.
فلم لا نعيش تلك المغامرة مع أبنائنا ونستكشف ما يلهمهم وما يحمّسهم، فتغدو اللحظات الصعبة أكثر متعة معًا!
مقالات/فيديوهات مقترحة:
تشجيع الطفل على التكيف مع أجواء المدرسة
رائع