.عندما تصل الرسالة النصية على جهازي الخلوي، أعلم أن المحطة التالية بعد إحضار ابني من المدرسة هي المرور على مطعم من اختياره أو على مكتبة لشراء شيء ما، والسبب هو الشهادة المدرسية. ما دام هناك شهادة فلا بدّ من مكافأة

ولكن هل تأتي المكافأة في جميع الأحوال، أم إن هناك شروط معيّنة للحصول عليها؟ هل عدد العلامات المرتفعة أو المجموع أو الترتيب في الصف هو الذي يحدّد ردّة فعلي؟

وسط دوّامة الأسئلة هذه، أردت هذه المرّة أن أخرج عن المألوف فأحضرت المكافأة قبل أن تأتي الشهادة وقبل أن أعرف النتيجة. تعلّمت درسًا من كتاب كنت أقوم بترجمته، وهي قصّة مدرّب كرة قدم حصل على مجموعة من كوبونات شراء مثلجات من أحد المطاعم من قبل أحد الأهالي. وقد قيل له أن يوزع هذه الكوبونات مع أول مباراة يخسر فيها الفريق!!! ماذا! يخسر! لا بدّ إن هناك سوء فهم أو ربما خطأ مطبعي في مقالتي هذه. لا، لا هذا ولا ذاك. إنه قانون المكافأة على الجهد المبذول وليس على الإنجاز والوصول.

هذا ما يحتاجه ابني بشكل كبير، القبول. يريد القبول لشخصه لكونه هو، ليس لما يعمل وليس لما ينجز. ليس لأنه تفوّق أو فاز بالمباراة أو حصل على ميدالية في مسابقة رياضية أو لأن معلميه ومعلّماته يقولون عنه حسنًا. بل قبوله بسبب من هو وما هو بالحقيقة.

أسمع هذا السؤال كثيرًا: ماما مبسوطة مني؟ ماما زعلانة مني؟ وأقول ماما أنا مبسوطة فيك دائمًا، ولما بزعل بزعل من اللي عملته مش منك إنت. إنت محبوب ومقبول وغالي. إنت مقبول بدون شروط، مقبول لأنك إنت، مش لازم تعمل شي حتى تنقبل لأنك مقبول.

مقبول ليس بناء على إنجاز ولكن مقبول بسبب من أنت، هذا ما حصلت عليه أنا بسبب محبة الله غير المشروطة لي وخلاصه، لا بسبب ما عملت ولكن بمحبته الأبدية، وهذا ما أتمنّى أن أعطيه لابني ولمن حولي.

أيمكننا بسهولة أن نحضر المكافأة دون أن نعرف النتيجة، هل يمكننا أن نقدّم المثلجات للفريق في المباراة التي خرج منها خاسرًا. ما هو القانون الذي أتبعه: قانون المكافأة على الجهد المبذول أم قانون الإنجاز والوصول؟

مقالات/فيديوهات مقترحة:

مركز الكون

تشجيع الطفل على التكيف مع أجواء المدرسة

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

8 Comments

    • شكرا من أجل تعليقك وتفاعلك مع ما كتبت. هذا مشجّع لي. أما بالنسبة لسؤالك، إنني أقدّم المكافأة على الجهد المبذول وليس على النتيجة، أنا أعلم أن ابني قد بذل جهده ويستحق المكافأة حتى لو لم تكن النتيجة كما يجب. نعلم جميعًا أن نتيجة الامتحان تؤثر فيها عدة عوامل، فكم من مرات انخفضت دراجتنا لا بسبب دم بذلنا الجهد المطلوب بل لأسباب أخرى.

  1. اذا كانت بنتى عندها لامبالاه ولا تشارك فى اى شىء وبتحب كل حاجة لىها لوحدها وهى عمرها ٦ سنىن وبتطلب لعب وهدىا ومش بتسكت غىر لما نجبها وانا داىما بحضنها وبقول لها انى بحبها بس ساعات بفقداعصابى واضربها انا بجد مش عارفة اتعامل معها

  2. شكرا عزيزتي على مشاركتك وتفاعلك معنا. التربية مهمة صعبة وشاقة، ونحن كأمهات دائمًا في شك بأن ما نعمله هو صحيح أم لا، كما ونتعلم كثيرًا من خبراتنا وتجارب غيرنا. عزيزتي، ابنتك تحتاج إلى محبة وحزم بنفس الوقت. المحبة غير المشروطة والثابتة، وبنفس الوقت تحتاج أن تعرف أن هناك قوانين وحدود يجب أن لا تتجاوزها، وأن هناك عواقب لتجاوزها الحدود. مشكلتنا اننا في كثير من الأحيان لا نضع قوانين وحدود واضحة، فنقول لا للطفل وعندما يصر نتراجع عن كلمة لا ونوافق، فيعتاد الطفل على ذلك ويعرف أن قوانين أهله يمكنه الالتفاف حولنا وكسرها. أنصحك بأن تحبي ابنتك وتكون قوانينك ثابتة. نصيحة أخرى هي أن تعلّمي ابنتك المشاركة، مثلاً أن تقدم هدية مما عندها لطفلة فقيرة أو أن تشارك صديقاتها وأقاربها بألعابها. وأنصحك أنت كأم أن تستمتعي بأمومتك وأن تطلبي معونة من الله في هذه المهمة الصعبةز

تشجيع الطفل على التكيف مع أجواء المدرسة

ضغط الأقران

ضغط الأقران